الأحد، 18 سبتمبر 2011

المرسل كارلوس، الرسالة ستصل بعد

الفنزويلي إلييتش سانشيز المعروف بكارلوس، أشهر المتضامنين مع القضية الفلسطينية عملياً وعلى الأرض، راح ينشئ قائمة بأسماء كل الجهات والشخصيات المتآمرة لصالح المشروع الصهيوني الإمبريالي، حاله حال طفل "العالم المثالي" الذي سجل قائمة بكل الأشياء التي يرغب فيها وحرمته منها تقاليد شهود يهوى! بإختصار كان هذا الرجل تعبيراً عن عداء إستثنائي للصهيونية والإمبريالية العالمية،وغطرسة مشروعة في الدفاع عن المضطهدين.
في سياق تحركاته في باريس، سلسلة من التعقيدات أودت به في مواجهة خيارين لا ثالث لهما، إما مواجهة رجال الشرطة، القتل، فالهرب وإما الإستسلام ونهاية الحلم برمته، كان ديمقراطياً لصالح المضطهدين، وتبنى الخيار الأول.
حسم كارلوس موقع فرنسا في الصراع، وكان لها نصيباً لا بأس فيه على قائمته، نفذ مجموعة من العمليات كانت عملية إحتجاز وزراء البترول المجتمعين في أوبك أهمها، وكانت تستهدف بالمقام الأول رأس الوزير السعودي. بعد صولات وجولات، وتآمر الأنظمة العربية عليه، وهوس الإستخبارت الفرنسية في إعتقاله، كان لها ذلك في عام 1994، ومازال حتى اللحظة في سجون فرنسا "الديمقراطية" بوصفه إرهابياً.
من الزاوية الأخرى لنلقي نظرة سريعة على فرنسا "الديمقراطية" :
·       مما لا يخفى على أحد أن فرنسا كانت إحدى أهم دول الإستعمار، وكان لها إستراتيجية خاصة في طمس ثقافات الشعوب من خلال الدمج العشوائي للسكان، وبناء المدارس والمعاهد، و"فرنسة" اللغة.
·       فرنسا تعد عضواً أساسياً في التجمع الإمبريالي الناهب لثروات الشعوب، هذا التكتل يمتلك جيشاً هجومياً من ثلاث خطوط " الخط الأول هو القتلة الإقتصاديون المتخصصون في توريط رؤساء الدول بقروض لا تنتهي مآلها مرة أخرى للشركات متعددة الجنسيات، والعجز عن سداد هذه القروض يعني بالضرورة إستلاب القرار السياسي ونهب الموارد كعوض، الخط الثاني: أبناء آوى المتخصصون في عمليات الإغتيال للرموز التي لا تتفق مع الخط الأول، الخط الثالث وهو الحرب العلنية بإسم الديمقراطية ويستخدم في حال فشل أبناء آوى في عمليات الإغتيال"، وبالتأكيد يمتلك هذا التكتل خطة إحتياطية في الحالات الطارئة كإندلاع الثورات العربية، وهناك يكون التعاطي مفتوحاً على إحتمالات تكتيكية عديدة بما فيها الخطوط الثلاثة الأولى، هدفها الإستراتيجي واحد وهو الإبقاء على منظومة السيطرة والتبعية.
·       فرنسا كانت تفضل اللعب في ساحة الخط الأول قدر الإمكان، ولكنها بعد تجربة العراق تحديداً، أدركت أن المشاركة في الخطين الثاني والثالث هي الضمانة الوحيدة للحصة الدائمة.
·       في ليبيا، شاركت فرنسا في الخط الثالث وبعد إنهاء المهمة ها هي تشارك أيضاً في الخط الأول القابل تماماً للتطبيق مع المجلس الإنتقالي الحالي، تستضيف مؤتمراً بعنوان" أصدقاء" ليبيا ، وتعلن عن الإفراج عن مليارات الدولارات من الأصول الليبية لصالح مشاريع "إعادة الإعمار"، لن يكون هناك الآن حاجة للخط الثاني في ليبيا، فليس هناك  في مجلس الجكم الإنتقالي من يتطلب الإغتيال لمعارضته شكل الإقتصاد القادم.
·       في تونس، فعلت فرنسا كل ما يمكن فعله للحفاظ على مصالحها وإستثماراتها في إحدى أهم أسواقها.
·       في سوريا، تقدم فرنسا المشروع تلو المشروع لمجلس الأمن لتشديد العقوبات عليها، وتفتح دفاتر التاريخ لتلوح بتهديداتها في حال تعرض قواتها المشاركة في اليونيفيل في جنوب لبنان لأي خطر، وتقول أنها ستتدخل في سوريا في حال تفويض دولي.
·       حساسية فرنسا للديمقراطية وتعطشها لوهبها لشعوب العالم أجمع دفعتها لإشتمام رائحة الدم في سوريا وليبيا ولكنها لم تشتمه أبداً لا في البحرين ولا في اليمن!!
·       وفي الأردن تفتح فرنسا قنوات الإتصال مع إحدى الجهات المتربصة للسلطة "الإخوان المسلمون"، الذين لن يترددوا للحظة في إستكمال مشاريع الخصخصة وإدخال كل "زناة الليل" إلى هذه الحجرة الإقتصادية الضيقة.
مهمة الشعوب العربية مزدوجة، الإسقاط الداخلي، وفقط الداخلي للأنظمة العربية، ومواجهة التدخل الإستعماري الخارجي.
الديمقراطية في التعبير الإنشائي هي قمة الحياد، ولكنها في الواقع هي قمة الإنحياز، كارلوس عبر عن ديمقراطيته لصالح جموع من المضطهدين والمظلومين، وفرنسا عبرت عن ديمقراطيتها لصالح شركاتها وأصول أموالها، وأنتم؟؟؟
تحضر مجموعة من الشباب المناهضين للإمبريالية لإعتصام أمام مبنى السفارة الفرنسية معبرين عن إحتجاجهم على هذا الشكل من التدخل الإستعماري، من المتوقع أن تكون هناك رسالة واضحة بإسم كارلوس ، والرسالة ستصل بعد......


 





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق