الثلاثاء، 11 أكتوبر 2011

السعودية: الرمز هو الماعز

في عام 1973إتخذت السعودية قرارا جريئاً بوقف تصدير النفط إلى الولايات المتحدة بناءً على موقفها من الحرب ودعمها الواضح لإسرائيل فيها، كان هذا القرار جماعياً لجملة دول مصدرة للنفط، وقد تبنى الملك فيصل آنذاك هذا القرار.
لقد شعرت الولايات المتحدة الأمريكية أنها في ورطة حقيقية، والأهم من ذلك أنها بدأت في التفكير بأن لا يتكرر هذا القرار في المستقبل مرة أخرى نظراً لتأثيره على الإقتصاد الأمريكي وضربه لبنى الإنتاج مباشرة والمعتمدة بشكل أساسي على الطاقة، الطاقة التي تعتمد على مادة أولية إسمها النفط.

تنتشر في أمريكا شركات الإستشارات بشكل كبير وفي كل القطاعات، وإحدى هذه القطاعات هو الإقتصاد نفسه، المهمة الأساسية لهذه الشركات هي دراسة الواقع الإجتماعي والإقتصادي للمجتمعات المستهدفة، وتوريطها للوقوع في شرك التبعية الإقتصادية إلى أن تستلب قرارها الإقتصادي والسياسي بفعل الديون، ولا تقوى لاحقاً على إتخاذ أي قرار قد يخالف مصلحة قائدة الإمبريالية في العالم، الولايات المتحدة الأمريكية.
شركة مين المتصلة مباشرة بوكالة الإستخبارات االمركزية الأمريكية، بدأت مشوارها بعد إلغاء قرار إيقاف تصدير النفط ، وزارت الرياض للبحث في حيثيات المهمة، وكانت نقطة الإنطلاق هي الماعز، فلقد شاهد مندوبو هذه الشركة قطيع الماعز أمام مبنى حكومي للتخلص من القمامة ولأداء المهمة التي لا يرغب الناس عنها.نقطة الإنطلاق كانت شركة بتقنيات عالية تقوم بهذه المهمة، ويلحق خلفها سيلٌ من الشركات حاملة معها مظاهر "حداثية"أخرى، وحاملة معها كذلك تلالٌ من الديون تحمتها السعودية.
اليوم وبعد أن تم إستكمال مشروع التبعية في السعودية، والذي يحمل في طياته قصصاً أخرى عديدة تدلل على فساد النظام الحاكم، تلعب هي نفسها "السعودية" دور "تمعيز" باقي الدول العربية أو الحفاظ على "تمعيزها":

· كان واضحاً التدخل السعودي في اليمن للحفاظ على اليمن كما هو، بلداً متراجعاً لا حول له ولا قوة، تدخل معناه الوحيد هو إجهاض الثورة ومنعها من تحقيق أهدافها الأساسية المتمثلة في بناء نظام عادل وقادر ومنتج.
·   الضخ السعودي للمال لشراء الثورة داخلياً و حماية الأنظمة المساندة خارجياً .
·االمناطق الطرفية في السعودية هي مناطق فقيرة، وقد تشكلت على مدار الغقود الماضية فئة واسعة من المهمشين والمفقرين، ولن تكفي آليات شراء الثورة إلى أمد بعيد، وسيتمثل الخط الثاني في القمع الأمني المدعوم بمرتزقة غير سعودية.
معركة الشعوب العربية في ثوراتها معركة مركبة، تتحدد فيها أطراف متعددة للصراع و لها مصالح مشتركة:
·  الإمبريالية العالمية الساعية إلى تأبيد منظومة التبعية ( إستهلاك، مجتمعات متخلفة صناعياً وتقنياً) وترتدي هذه التكتلات من الولايات المتحدة الأمريكية إلى فرنسا إلى بريطانيا ثوب الحرص على الديمقراطية كمدخل أساسي.
·الأنظمة العربية الوكيلة، المستفيدة والمغتنية، والتي لا ترغب في تقديم أية مبادرات تقلص من أرباحها الخاصة، ومن هنا تسقط بالكامل أي فكرة لها علاقة بإصلاح النظام بديلاً عن إسقاطه.
·محاور إقليمية توسعية، لها مشروعها الخاص في فتح الأسواق العربية لمنتجاتها، وتبني دوراً سياسياً جديداً في المنطقة العربية، وتركيا تعد مثالاً واضحاً على ذلك.
لا بد للثورات العربية أن تكون ثورات دائمة، تسقط الأنظمة العميلة، وتمنع حمايتها من قبل الأطراف الخارجية، وتمنع إستبدالها على مزاج الأطراف الخارجية كذلك، المعركة مفتوحة بشكل واضح على المستوى الرسمي، بمعنى أن هذه الأنطمة متكاتفة لحماية بعضها وبشكل واضح.
المطلوب الآن هو إستكمال شروط الهدم، مع الأخذ بعين الإعتبار أساسات البناء القادم، الذي لا بد له أن يتجاوز الحلول القطرية إن رغبت الشعوب العربية أن تنهض من جديد!


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق